أجهزة الكمبيوتر

macOS 16: الجيل الجديد من نظام أبل للحواسيب… نقلة نوعية أم مجرد تحديث؟

macOS 16: الجيل الجديد من نظام أبل للحواسيب... نقلة نوعية أم مجرد تحديث؟

في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التقني بشكل لا يرحم، تبقى شركة “أبل” واحدة من أكثر الشركات قدرة على صناعة الحدث، وليس فقط التفاعل معه. وبعدما أبهرتنا في السنوات السابقة بتحولات عميقة في بيئة iOS وiPadOS وحتى في عالم المعالجات عبر شرائح Apple Silicon، ها هي الأنظار تتجه الآن نحو نظام macOS 16، الإصدار القادم الذي يُتوقع أن يكون أكثر من مجرد تحديث عادي.

هذا النظام الجديد لا يُنتظر منه فقط أن يُواكب التغيرات، بل أن يرسم معالم جديدة في تجربة المستخدم، خاصة مع صعود الذكاء الاصطناعي، والدمج الأعمق بين الأنظمة، والتحول شبه الكامل إلى بنية ARM.

لماذا macOS 16 هو الإصدار الأهم منذ سنوات؟

عندما أطلقت أبل نظام macOS Big Sur، قيل وقتها إن الشركة تمهد لمرحلة جديدة في عمر macOS. وبالفعل، بدأت تلك المرحلة فعلاً مع الانتقال إلى معالجات Apple Silicon، لكن التطوير لم يتوقف عند حدود الهاردوير.

اليوم، مع macOS 16، ينتظر المستخدمون تحولاً أكثر عمقاً على مستوى البرمجيات. فالنظام المنتظر لا يعِد فقط بتحسين الأداء، بل بإعادة تعريف تجربة العمل على أجهزة ماك بالكامل، مستنداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وواجهات الاستخدام المتطورة، ناهيك عن تكامل غير مسبوق مع بقية أنظمة أبل.

متى سيتم الإعلان عن macOS 16؟

بحسب نمط أبل السنوي، سيتم الكشف عن macOS 16 خلال مؤتمر المطورين العالمي WWDC 2025، والذي يُعقد عادة في أول أسبوع من يونيو. وكما جرت العادة، سيتم إطلاق النسخة التجريبية للمطورين مباشرة بعد الإعلان، تليها النسخة العامة التجريبية في يوليو.

أما الإصدار النهائي، فمن المرجح أن يُطلق في سبتمبر أو أكتوبر 2025، بالتزامن مع إطلاق أنظمة iOS 19 وiPadOS 19 وأجهزة أبل الجديدة مثل iPhone 17 وMacBook Pro 2025.

أبرز المزايا المتوقعة في macOS 16

الآن نصل إلى الجزء المُثير فعلاً: ماذا سيجلب لنا macOS 16؟ إليك مجموعة من الميزات التي تُعد الأكثر ترجيحًا بناءً على تسريبات وتوجهات أبل الأخيرة:

1. واجهة تصميم موحدة أكثر بساطة وأناقة

أبل تعشق التناسق بين أنظمتها، ومع الإصدار القادم، يتوقع أن تتجه لتقديم واجهة جديدة أكثر قربًا من iOS وiPadOS، مع لمسات بصرية ناعمة، وأيقونات أكثر تفاعلاً، وأنيميشنات سلسة تعكس تجربة “أبلية” خالصة.

تحديث الواجهة سيشمل:

  • مركز التحكم Control Center أكثر تفاعلية وقابلية للتخصيص.
  • إشعارات تفاعلية شبيهة بنظام iOS.
  • نوافذ عائمة أكثر ذكاءً (Floating Widgets).
  • دعم الوضع الداكن المحسن مع تغييرات في التباين والتأثيرات.

2. الذكاء الاصطناعي يسيطر: Apple Intelligence على سطح المكتب

يبدو أن macOS 16 سيجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من تجربة الحاسوب. ومن المتوقع إدخال تقنية Apple Intelligence لتكون:

  • قادرة على تلخيص المقالات أو رسائل البريد بضغطة واحدة.
  • اقتراح الردود الذكية في البريد والتطبيقات.
  • دعم إعادة كتابة النصوص بأسلوب مختلف (مثلاً: رسمي، ودود، مختصر).
  • إنشاء صور فورية باستخدام Image Playground (مع دعم M2 وما فوق).
  • تخصيص رموز تعبيرية فورية (Genmoji) بناءً على وصف المستخدم.

هذه الميزات لن تكون مجرد حيل بصرية، بل أدوات إنتاجية حقيقية ستوفر وقتًا وجهدًا هائلين للمستخدمين.

3. دعم أفضل للمساعدات الذكية البديلة لـ Siri

تنفيذًا لقوانين الاتحاد الأوروبي بشأن حرية الاختيار، قد يسمح macOS 16 بتغيير المساعد الصوتي الافتراضي، مما يفتح المجال أمام دعم Google Assistant أو حتى Alexa في أوروبا على الأقل. خطوة تُحسب لأبل، حتى لو جاءت تحت الضغط.

4. مزامنة إعدادات الشبكات عبر iCloud

أحد أكثر الميزات العملية التي ينتظرها المستخدمون هي إمكانية مزامنة إعدادات شبكات Wi-Fi المقيدة، بحيث لا تضطر لإعادة إدخال بيانات شبكة جامعتك أو فندقك عند الانتقال من ماك إلى آيفون أو آيباد.

هذه الخطوة ستعزز من تجربة التنقل السلس بين الأجهزة، وتقلل من تكرار المهام المملة.

5. تسريع الأداء وتحسين إدارة الطاقة

أبل تهتم بتجربة الأداء مثل اهتمامها بالتصميم. ومن المتوقع أن يأتي macOS 16 بتحسينات تشمل:

  • تسريع فتح التطبيقات بنسبة تصل إلى 40% على أجهزة M1 وM2.
  • تحسين إدارة البطارية عبر تقنيات تعلم الآلة.
  • تقليل استهلاك الرام عبر تقنية “Dynamic Swap”.

هل سيتوقف دعم أجهزة Intel مع macOS 16؟

هذا السؤال يهم شريحة لا بأس بها من المستخدمين، والجواب المرجح هو: نعم، أو على الأقل جزئياً.

مع صدور macOS 16، قد تُقرر أبل إسقاط دعم عدد من أجهزة Intel، خصوصًا تلك التي صدرت قبل 2018، مثل:

  • MacBook Pro (2017 وما قبل)
  • MacBook Air (2017 وما قبل)
  • iMac 21.5″ (2017 وما قبل)

الهدف من ذلك هو ضمان عمل الميزات الجديدة، خصوصًا ميزات الذكاء الاصطناعي، بأداء سلس يتطلب بنية Apple Silicon الحديثة. ومع الوقت، قد تصبح أجهزة Intel خارج المعادلة تمامًا.

ماذا عن التطبيقات؟ هل سيتم تحديثها أيضًا؟

macOS 16 لن يكون تحديثًا للنظام فقط، بل سيحمل في طياته إصدارات جديدة من تطبيقات النظام الأساسية مثل:

  • Safari: مع دعم أعلى لخصوصية التصفح، وتكامل مع ميزة التلخيص الذكي للمواقع.
  • Mail: دعم جدولة الرسائل، وردود ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي.
  • Notes: تحويل الملاحظات المكتوبة يدويًا إلى نصوص قابلة للبحث والتعديل.
  • Calendar & Reminders: عرض موحد وتنبيهات ذكية حسب السياق والموقع.

كيف سيتكامل macOS 16 مع بقية أنظمة أبل؟

أبل تتعامل مع بيئتها البرمجية كمنظومة متكاملة، وmacOS 16 سيكون نجم هذا التناسق. إذ سيتم تعزيز:

  • ميزة Handoff لتعمل مع المكالمات والفيديوهات والمستندات بشكل لحظي.
  • Universal Clipboard لنسخ محتوى بين الأجهزة بطريقة أسرع.
  • AirDrop المحسن لنقل الملفات بين الأجهزة حتى بدون اتصال مباشر.
  • أداة Freeform التي قد تتكامل بشكل أوسع مع Apple Pencil عبر iPad متصل بجهاز ماك.

هل سيكون macOS 16 متاحًا مجانًا؟

كما هو الحال منذ سنوات، ستقدم أبل macOS 16 مجانيًا لجميع الأجهزة المدعومة. ومع أن بعض الميزات، خاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، قد تتطلب أجهزة بمواصفات معينة (مثل شريحة M1 أو M2)، إلا أن التحديث نفسه سيكون متاحًا للجميع دون أي رسوم.

كلمة أخيرة: هل علينا الترقب أم الانتظار؟

إذا كنت من مستخدمي أجهزة ماك، فاستعد جيدًا. macOS 16 ليس مجرد تحديث روتيني، بل بوابة نحو جيل جديد من الاستخدام الذكي والمبسط والفعال. إنه تحديث يُعيد تعريف الحوسبة الشخصية ويُقربنا أكثر من مستقبل تعمل فيه الآلة لمساعدتنا وليس العكس.

نظام macOS 16 هو رسالة واضحة من أبل: “المستقبل ليس في الأفق… بل على سطح مكتبك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *