فورتنايت تعود إلى متجر آبل بعد 5 سنوات: صدمة رقمية تُشعل سوق الألعاب مجددًا!

في مشهد رقمي يشبه عودة البطل إلى ساحة المعركة، تتصدر لعبة فورتنايت “Fortnite” عناوين الأخبار مجددًا بعد أن عادت رسميًا إلى متجر تطبيقات آبل (App Store) في الولايات المتحدة، لتنهي بذلك خمس سنوات من الغياب القسري. فماذا حدث؟ ولماذا هذه العودة تُعتبر علامة فارقة في تاريخ الألعاب والتكنولوجيا؟

بداية الأزمة: عندما اصطدمت المصالح بالاحتكار

في عام 2020، دخلت Epic Games، الشركة المطورة للعبة فورتنايت، في صدام مباشر مع آبل. السبب؟ قررت Epic إدخال نظام دفع مباشر داخل التطبيق لتفادي عمولة آبل التي تصل إلى 30% على كل عملية شراء داخل التطبيقات. لم يكن هذا التصرف عاديًا، بل كان بمثابة “إعلان تمرد” داخل أحد أكثر الأنظمة الاحتكارية في العالم الرقمي.

وردت آبل بسرعة، حيث قامت بحذف لعبة فورتنايت من متجرها، وبدأت واحدة من أطول المعارك القانونية في تاريخ التطبيقات.

5 سنوات من الغياب.. ولكن لم تكن النهاية

طوال هذه السنوات، لم تهدأ Epic Games، بل خاضت معارك قانونية وإعلامية شرسة ضد آبل، متهمة إياها بفرض احتكار على مطوري التطبيقات وتحقيق أرباح غير عادلة من جهود الغير.

في المقابل، أصرت آبل على أنها تُطبق سياساتها على جميع المطورين لحماية المستخدمين وضمان جودة التطبيقات.

لكن خلال هذه الفترة، افتقد الملايين من مستخدمي أجهزة iPhone وiPad للعبة فورتنايت، ما ترك فراغًا واضحًا في ساحة الألعاب المحمولة، خاصة لمحبي الباتل رويال.

اللحظة الفاصلة: حكم قضائي يُغيّر قواعد اللعبة

في نهاية أبريل 2025، صدر حكم فيدرالي يُدين آبل بانتهاك أمر قضائي سابق يُجبرها على السماح للمطورين بإدراج طرق دفع بديلة. هذا القرار لم يكن مجرد صفحة جديدة، بل إعادة صياغة لقواعد السوق.

وبناءً على هذا الحكم، عادت فورتنايت إلى متجر آبل في الولايات المتحدة، لتصبح في غضون ساعات فقط ضمن أكثر الألعاب المجانية تحميلًا، وكأنها لم تغب لحظة!

ماذا يعني هذا للمستخدمين والمطورين؟

1. للمستخدمين:

عودة فورتنايت تعني عودة التجربة الأصلية والمثيرة للعبة التي استحوذت على قلوب الملايين. يمكن الآن للمستخدمين تنزيل اللعبة مباشرة من App Store دون الحاجة لحلول بديلة أو أجهزة خارجية.

2. للمطورين:

هذا الانتصار يمثل سابقة قانونية، ويفتح باب الأمل أمام آلاف المطورين الذين يسعون لتوفير خيارات دفع مرنة بدون الاضطرار إلى دفع عمولات ضخمة.

3. لسوق الألعاب:

عودة فورتنايت تعني اشتعال المنافسة مجددًا، خصوصًا بعد أن تحولت آبل من مجرد موزّع إلى جهة رقابية تُفرض عليها الشروط القضائية.

Epic Games: النصر أغلى من الأرباح

“إنها لحظة لا تُقدّر بثمن”، هكذا وصف “تيم سويني” الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games، عودة فورتنايت إلى متجر آبل. لكنه أشار أيضًا إلى أن المعركة لم تنتهِ بعد، لأن آبل لم تغيّر بعد كل سياساتها، ولا تزال تستأنف الأحكام القضائية.

ومع ذلك، فإن الواقع الجديد قد أجبر آبل على الانحناء – ولو مؤقتًا – أمام رياح التغيير القضائي والتكنولوجي.

آبل في مأزق.. هل تفقد سيطرتها؟

عودة فورتنايت ليست مجرد “إعادة لعبة” إلى متجر تطبيقات، بل ضربة قوية لسياسات آبل الصارمة التي طالما انتقدها المطورون. إذا استمرت الأحكام القضائية في تقليص سيطرة آبل على طرق الدفع والعمولات، فقد نشهد تغييرات جذرية في الطريقة التي تعمل بها متاجر التطبيقات حول العالم.

وقد يُجبر هذا القرار آبل على إعادة التفكير في نموذجها التجاري، خصوصًا مع الضغوط المتزايدة من الاتحاد الأوروبي، الذي فرض قوانين مشابهة لإتاحة حرية المنافسة داخل المتاجر الرقمية.

ما القادم لفورتنايت؟

النسخة المتاحة حاليًا من فورتنايت على iOS هي نفسها المتوفرة على باقي المنصات، لكنها الآن تشمل خيار الدفع المباشر خارج منظومة آبل. ومن المتوقع أن تُطلق Epic متجرها الخاص على نظام iOS مستقبلًا – وهو ما سيعزز التنافسية ويقلل من احتكار آبل.

كما أن Epic تخطط لإطلاق المزيد من الميزات الحصرية داخل اللعبة لجذب اللاعبين العائدين وتحقيق انتصار مزدوج: قانوني وتجاري.

رأي الخبراء: عودة “استراتيجية” أكثر من كونها تقنية

يرى محللون أن عودة فورتنايت تمثل نقطة تحوّل ليس فقط في تاريخ اللعبة، بل في علاقة المطورين بمتاجر التطبيقات. فالمسألة لم تعد تتعلق بلعبة، بل بتوازن القوى في النظام التقني العالمي.

المعركة القضائية قد تستمر، ولكن عودة فورتنايت بهذا الشكل تعني أن آبل لم تعد قادرة على فرض إرادتها دون مقاومة.

خاتمة: عندما تُشعل الألعاب حربًا رقمية!

فورتنايت لم تعد مجرد لعبة، بل رمز لحرب شرسة بين حرية الإبداع وسلطة الشركات الكبرى. عودتها إلى متجر آبل بعد خمس سنوات من الإقصاء ليست مجرد خبر تقني، بل فصل جديد في معركة تُغيّر شكل المستقبل الرقمي.

فهل ستكون هذه العودة بداية لعصر جديد من حرية المطورين؟ أم أن آبل ستعود من جديد بأساليبها للسيطرة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، ولكن المؤكد أن فورتنايت أشعلت اللعبة مجددًا – وبقوة!