واتساب تضيف ميزة “إضافة التسجيلات الصوتية إلى الحاله”

تواصل شركة “واتساب” التابعة لمجموعة “ميتا” جهودها الرامية إلى تطوير تجربة المستخدم وتعزيز سبل التفاعل داخل التطبيق، حيث أعلنت مؤخراً عن إطلاق ميزة جديدة طال انتظارها من قِبل ملايين المستخدمين حول العالم: إضافة الصوت إلى الحالة. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في كيفية مشاركة اللحظات اليومية بطريقة أكثر تعبيراً وواقعية، بعد أن اقتصرت سابقاً حالات واتساب على النصوص، الصور، والفيديوهات.
في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل مميزات هذه الإضافة، دوافع إطلاقها، طريقة استخدامها، الفروق بينها وبين ميزات مماثلة في تطبيقات أخرى، بالإضافة إلى انعكاساتها على تجربة المستخدم، وتوقعات الخبراء حول مستقبل التفاعل الصوتي في تطبيقات التراسل الفوري.
ما هي ميزة “إضافة الصوت إلى الحالة”؟
تتيح ميزة إضافة الصوت إلى الحالة على واتساب للمستخدمين إمكانية تسجيل مقاطع صوتية قصيرة ونشرها ضمن الحالة التي تستمر لمدة 24 ساعة، تماماً كما هو الحال مع الصور والفيديوهات. يمكن أن تتراوح مدة المقطع الصوتي من ثوانٍ قليلة وحتى 30 ثانية تقريباً، مما يمنح المستخدمين فرصة لمشاركة أفكارهم، رسائلهم، أو حتى لحظات من حياتهم اليومية باستخدام أصواتهم الخاصة.
وقد تم إدراج هذه الميزة بشكل متكامل داخل واجهة “الحالة”، حيث أصبح بإمكان المستخدم النقر على زر الميكروفون لتسجيل مقطع صوتي مباشرةً دون الحاجة إلى الخروج من التطبيق أو استخدام أدوات خارجية.
دوافع إطلاق الميزة: لماذا الصوت؟
شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً كبيراً في استخدام الرسائل الصوتية، ليس فقط عبر واتساب، بل في مختلف تطبيقات التراسل مثل تيليغرام، ماسنجر، وسناب شات. يعكس هذا التحول حاجة المستخدمين إلى وسائط أكثر شخصية وتعبيراً، بعيداً عن النصوص الجامدة التي قد تفقد الإحساس بنبرة الحديث أو المشاعر المرافقة له.
من هذا المنطلق، رأت واتساب أن الصوت يمكن أن يكون أداة تواصل فعّالة ضمن “الحالات”، خاصةً في ظل انتشار ثقافة القصص اليومية التي تعتمد على السرعة والعفوية. وقد أشارت الشركة في أكثر من مناسبة إلى أنها تسعى إلى جعل التواصل أكثر إنسانية وتقارباً، والصوت يعد الوسيط المثالي لذلك.
كيفية استخدام ميزة الحالة الصوتية على واتساب
يُعد استخدام ميزة الصوت في الحالة على واتساب أمراً بسيطاً وسلساً، إذ تم تصميمه بطريقة تراعي المستخدمين من جميع الفئات العمرية. إليك الخطوات الأساسية:
- افتح تطبيق واتساب.
- توجه إلى تبويب الحالة.
- انقر على أيقونة القلم لإنشاء حالة جديدة.
- ستلاحظ ظهور رمز ميكروفون جديد أسفل الشاشة.
- اضغط مع الاستمرار على رمز الميكروفون لتسجيل مقطعك الصوتي.
- بعد الانتهاء، بإمكانك معاينة التسجيل أو حذفه قبل نشره.
- اضغط على زر الإرسال لنشر الحالة الصوتية.
تُعرض الحالة الصوتية بجانب الحالات الأخرى (الصور والفيديوهات)، ويمكن للمستخدمين الآخرين تشغيلها بالنقر على أيقونة التشغيل داخل الحالة.
الفروقات بين حالة الصوت وحالات الوسائط الأخرى
رغم أن الحالات الصوتية تُعرض في نفس القسم مع الصور والفيديوهات، إلا أنها تتمتع بخصائص فريدة تميزها عن باقي أنواع الوسائط:
الحفاظ على الخصوصية الصوتية: لا تُظهر الحالة الصوتية أي صورة أو مقطع فيديو مرافق، مما يمنح المستخدم قدراً أكبر من الخصوصية.
خفة الحجم: تُعد الملفات الصوتية أقل استهلاكاً للبيانات، ما يجعلها خياراً مثالياً في حالات ضعف الاتصال أو محدودية باقة الإنترنت.
التركيز على الرسالة: يسمح الصوت للمستخدم بإيصال المعنى بدقة أكبر من النصوص، لا سيما فيما يتعلق بنبرة الحديث والعواطف.
كما هو الحال مع الحالات الأخرى، تمنح واتساب المستخدمين تحكماً كاملاً فيمن يستطيع رؤية حالاتهم الصوتية. يمكن من خلال إعدادات الخصوصية تحديد ما يلي:
- من يمكنه رؤية الحالة الصوتية (الجميع، جهات الاتصال فقط، أو جهات محددة).
- إمكانية كتم الحالات من أشخاص معينين.
- معرفة من شاهد الحالة الصوتية من خلال قائمة المشاهدين.
وتؤكد واتساب أن جميع الحالات، بما في ذلك الحالات الصوتية، مشفرة تماماً بين الطرفين باستخدام بروتوكولات التشفير المتقدمة.
الأثر على التفاعل داخل واتساب
من المتوقع أن تسهم ميزة إضافة الصوت إلى الحالة في زيادة التفاعل بين المستخدمين داخل التطبيق. فالصوت يعتبر وسيطاً عاطفياً يخلق تواصلاً أكثر دفئاً وواقعية. وتشير التحليلات الأولية إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المنشورة منذ بدء تعميم الميزة، خصوصاً بين المستخدمين الشباب والمراهقين.
كما يمكن للمؤثرين وصناع المحتوى على واتساب استخدام هذه الميزة لتقديم رسائل صوتية يومية لجمهورهم، مما يمنحهم وسيلة جديدة للتواصل بعيداً عن الشكل التقليدي للمحتوى المكتوب أو المصور.
مقارنة مع تيليغرام وسناب شات
رغم أن واتساب ليست أول منصة تضيف الحالة الصوتية، إلا أنها قدّمتها بطريقة فريدة من حيث البساطة وسهولة الاستخدام. على سبيل المثال:
- تيليغرام يتيح تسجيل رسائل صوتية ضمن القنوات والمحادثات، لكن لا توجد ميزة للحالات الصوتية بشكل منفصل.
- سناب شات يقدم القصص التي يمكن أن تتضمن صوتاً، لكنها مرتبطة غالباً بالصورة أو الفيديو.
- إنستغرام لا يدعم حتى الآن ميزة نشر صوت دون صورة أو فيديو.
هذا التفرد يمنح واتساب الأفضلية في تقديم تجربة صوتية خالصة ضمن الحالات اليومية.
آراء المستخدمين وردود الفعل
تفاوتت آراء المستخدمين حول الميزة الجديدة، حيث رحّب بها كثيرون باعتبارها وسيلة أكثر تعبيراً، بينما رأى آخرون أنها قد تستخدم بشكل مزعج، خاصةً في حالات الإرسال العشوائي أو المحتوى غير المرغوب فيه.
من بين أبرز التعليقات:
- “أخيراً يمكنني نشر خاطرة صوتية دون الحاجة لتصوير شيء.”
- “ميزة رائعة، خصوصاً لمن يفضّلون التعبير الصوتي أكثر من الكتابي.”
- “أتمنى أن يتمكن المستخدمون من الرد على الحالة الصوتية أيضاً بصوت.”
واتساب بدورها أشارت إلى أنها تراقب ردود الأفعال وقد تعمل على تطويرات إضافية مثل السماح بالرد الصوتي، أو ربط الحالة الصوتية بتأثيرات خلفية صوتية أو موسيقى.
تأثير الميزة على العلامات التجارية وأصحاب الأعمال
لا يقتصر تأثير الميزة على الاستخدام الشخصي فقط، بل يمكن أن يكون لها أثر كبير في مجال التسويق الرقمي وخدمة العملاء. العلامات التجارية الصغيرة والمتوسطة يمكنها استخدام الحالة الصوتية للتواصل اليومي مع عملائها، وتقديم رسائل صوتية ترويجية، أو حتى بث العروض اليومية والأخبار الهامة بطريقة غير مزعجة وسريعة.
ومن المتوقع أن تبدأ الكثير من الشركات بإدراج هذه الأداة ضمن استراتيجياتها الرقمية، خاصةً أن الجمهور بات يبحث عن التواصل البشري والمباشر أكثر من أي وقت مضى.