بينما تستعد آبل لكشف الستار عن التحديث المنتظر watchOS 12 في مؤتمرها العالمي للمطورين WWDC 2025، تتجه الأنظار مجددًا نحو ساعة آبل الذكية، التي باتت تمثل أكثر من مجرد ساعة، بل أصبحت أداة صحية، رياضية، وإنتاجية لا غنى عنها. هذا التحديث الجديد يُتوقع أن يكون نقلة نوعية، ليس فقط بإضافة ميزات، بل بإعادة تعريف تجربة المستخدم بالكامل، مع تركيز كبير على الذكاء الاصطناعي والصحة واللياقة.
واجهة استخدام متجددة كليًا: لمسة مستقبلية
من أولى التغييرات المنتظرة في watchOS 12 هو إعادة تصميم واجهة الاستخدام بالكامل لتناسب الشاشات الكبيرة في Series 10 وUltra، ما سيجعل التفاعل مع الساعة أكثر سلاسة وسرعة.
أبرز التحسينات في الواجهة:
- ودجات تفاعلية (Smart Widgets) بتصميم أقرب لنظام iOS.
- شاشة قفل ذكية تظهر أهم التنبيهات والبيانات الصحية دون الحاجة للتنقل بين التطبيقات.
- مراكز تحكم قابلة للتخصيص تسمح للمستخدم بترتيب الخيارات بحسب أولوياته.
Apple Intelligence: الذكاء الاصطناعي يقتحم معصمك
مع توسع آبل في عالم الذكاء الاصطناعي من خلال مشروعها الجديد “Apple Intelligence”، سيكون للساعة الذكية دور محوري في تقديم تجربة ذكية فعلية:
كيف سيتجلى الذكاء الاصطناعي في watchOS 12؟
- توصيات صحية مخصصة بناءً على نمط نومك وحركتك وسجلك الطبي.
- تحليلات فورية للحالة البدنية باستخدام تعلم الآلة.
- سيري أكثر ذكاءً بقدرة على فهم الأوامر السياقية والرد بطريقة شخصية.
حتى لو كانت الساعة ذات إمكانيات محدودة، سيتم نقل العمليات الثقيلة إلى iPhone أو iCloud لتجعل كل مستخدم يشعر وكأن لديه مدربًا صحيًا ومساعدًا شخصيًا في معصمه.
ثورة في تتبع الصحة: ميزات طبية غير مسبوقة
الصحة كانت ولا تزال حجر الأساس في تطور ساعة آبل، ولكن watchOS 12 يذهب خطوة أبعد ليجعلها أشبه بجهاز طبي شخصي.
أهم الميزات الصحية المرتقبة:
- مراقبة ضغط الدم لأول مرة بشكل دقيق.
- كشف علامات ارتفاع ضغط الدم المزمن وتنبيه المستخدم مبكرًا.
- تحليل جودة النوم بشكل أكثر دقة مع مؤشرات “نوم عميق” و”استيقاظ غير مرئي”.
- مؤشر التعافي (Recovery Score) لتحديد مدى جاهزية جسمك للتمارين.
بعض هذه الميزات قد تكون حصرية لطرازات Ultra أو Series 11 القادمة، لكنها تعكس توجه آبل نحو دمج الصحة الوقائية مع التكنولوجيا.
تطوير شامل لتطبيق التمارين: مدربك الذكي في المعصم
تطبيق التمارين في watchOS 12 لن يقتصر على تسجيل النشاطات، بل سيتحول إلى نظام لياقة شامل:
- تحليل مستوى اللياقة البدنية على مدار الأسبوع.
- مقارنة الأداء بأشخاص في نفس الفئة العمرية أو الجغرافية.
- خريطة ذكية للتنقل أثناء الجري أو ركوب الدراجة مدمجة مع تطبيق الخرائط مباشرة.
- تنبيهات ذكية أثناء التمارين في حال ارتفاع معدل ضربات القلب أو انخفاضه.
سيري بحلّتها الجديدة: مساعدك الشخصي المدعوم بالذكاء
ليس Siri الذي اعتدنا عليه، بل نسخة مطورة تدعم السياق، تعدد المهام، وفهم النوايا:
- يمكنك أن تقول: “ذكرني بشرب الماء بعد التمرين”، وستقوم الساعة بتحديد موعد انتهاء التمرين تلقائيًا.
- دعم أوامر أكثر تعقيدًا مثل: “افتح الملاحظات، وسجل لي الأفكار التي قلتها آخر مرة”.
سيري الجديدة ستدعم أوضاع عدم الاتصال أيضًا، مما يتيح تنفيذ بعض الأوامر بدون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
ميزات اجتماعية جديدة: التواصل من معصمك لم يكن أسهل
آبل تركز على جعل Apple Watch أداة تواصل فعالة:
- الرد على الرسائل بالصوت والنص والرموز الذكية (Genmoji).
- تطبيق Walkie-Talkie محدث لتجربة فورية تشبه المحادثات الصوتية.
- تحسينات في مشاركة النشاطات وإضافة نظام “تشجيع الأصدقاء” للتحديات الرياضية.
توافق النظام: من سيحصل على watchOS 12؟
من المتوقع أن يدعم watchOS 12 الأجهزة التالية:
- Apple Watch Series 7 وما بعدها.
- جميع طرازات Apple Watch SE (الجيل الأول والثاني).
- Apple Watch Ultra (كلا الإصدارين).
آبل قد توقف الدعم عن Series 6 وما قبله، وهو أمر منطقي بالنظر لحجم التحديثات الجديدة التي تحتاج إلى قدرات معالجات أحدث.
موعد الإطلاق: متى ستصل هذه الميزات إليك؟
- الإعلان الرسمي: في مؤتمر WWDC بتاريخ 10 يونيو 2025.
- النسخة التجريبية للمطورين: في اليوم ذاته.
- النسخة التجريبية العامة: في يوليو 2025.
- الإصدار الرسمي: في سبتمبر 2025 بالتزامن مع إصدار Apple Watch Series 11.
الخاتمة: هل يستحق الترقية؟
الإجابة ببساطة: نعم، وبشدة.
watchOS 12 ليس مجرد تحديث آخر؛ إنه رؤية آبل لمستقبل الأجهزة القابلة للارتداء، حيث يصبح المعصم مركزًا للتحكم بالصحة، الإنتاجية، والتواصل.
سواء كنت رياضيًا، شخصًا يسعى لتحسين صحته، أو حتى مستخدمًا عاديًا يبحث عن تجربة استخدام ذكية وسلسة، فإن هذا التحديث يقدم لك كل شيء – وأكثر.
