برامج وتطبيقات

خرائط غوغل ترتقي بالملاحة… أدوات ذكية جديدة لتقليل الازدحام وتحسين البنية التحتية للطرق

خرائط غوغل ترتقي بالملاحة... أدوات ذكية جديدة لتقليل الازدحام وتحسين البنية التحتية للطرق

في خطوة جديدة تعكس التزام “غوغل” بتعزيز تقنيات المدن الذكية وتحسين تجربة التنقل اليومي، أطلقت الشركة مجموعة من الأدوات الذكية الجديدة ضمن تطبيق Google Maps، تهدف إلى الحد من الازدحامات المرورية المتكررة، وتوفير بيانات دقيقة تسهم في إصلاح الطرق وتحسين البنية التحتية بشكل أكثر استباقية.

هذه التحسينات لم تأتِ فقط كمجرد تحديث تقني، بل تشكّل تطورًا جوهريًا في كيفية فهمنا لحركة المرور، وتفاعلنا معها، بل وتحسينها بطرق تتجاوز ما كان ممكنًا في السابق.

أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالاختناقات المرورية

تعتمد الأدوات الجديدة في “خرائط غوغل” على تقنيات متقدمة للذكاء الاصطناعي لتحليل حركة المركبات في الزمن الحقيقي، ليس فقط لتحديد الازدحام الحالي، بل للتنبؤ به قبل أن يحدث. ويستند هذا النظام إلى تحليل أنماط المرور التاريخية، وسلوك السائقين، وأوقات الذروة، وحتى عوامل الطقس، ليقدّم رؤية تنبؤية دقيقة تسمح للسائقين باتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.

تخيّل أن يخبرك التطبيق بأن ازدحامًا سيبدأ بعد عشر دقائق في الشارع الذي تنوي المرور منه، ويقترح عليك مسارًا بديلاً قبل أن تتوقف تمامًا وسط الزحام. هذا هو التحوّل الذي تعد به الأدوات الجديدة.

نظام جديد لاكتشاف أعطال الطرق والمطبات والحفر

بالتعاون مع أجهزة الاستشعار المدمجة في الهواتف الذكية وحركة السيارات المجهزة بأنظمة الملاحة، بات بإمكان “خرائط غوغل” رصد العيوب في الطرق مثل الحفر، التشققات، أو حتى المطبات الصناعية غير المعلنة. النظام الجديد يُرسل إشارات تنبيهية إلى فرق الصيانة في المدن، مع تحديد دقيق للموقع ونوع المشكلة، مما يقلل زمن الاستجابة، ويزيد من كفاءة أعمال الصيانة.

وللمستخدمين، تُعرض هذه المعلومات على الخريطة لتجنب الطرق المتضررة، وبالتالي تقليل الضرر على المركبات وتحسين جودة القيادة.

خرائط أكثر حيوية ودقة لحركة السير اللحظية

من أبرز التحديثات أيضًا تعزيز دقة عرض حركة المرور اللحظية باستخدام بيانات لحظية ومصادر متكاملة من مستخدمي التطبيق. التحديثات الجديدة تُظهر طبقات تفاعلية لعرض كثافة السير بالألوان، ومتى ستخف الازدحامات، ومدة الانتظار التقريبية في كل تقاطع أو نفق.

وتتمثل الفكرة هنا في توفير أقصى قدر من الشفافية والواقعية، بحيث لا يكتفي السائق بالمعلومات، بل يشعر وكأنه يمتلك “رادارًا بصريًا” لما يحدث حوله على الطريق.

توجيهات ديناميكية حسب الوقت الفعلي وحالات الطريق

إحدى أهم المزايا الذكية التي تم تطويرها تتمثل في القدرة على إعادة توجيه المستخدمين تلقائيًا خلال الرحلة، إذا استشعر النظام أن المسار الحالي سيؤدي إلى تأخير. الفرق في هذه النسخة الجديدة أن التوجيه لا يتم فقط بناءً على الزمن، بل أيضًا على الراحة النفسية للسائق، أي محاولة اختيار المسارات الأقل تعقيدًا، أو التي تحتوي على إشارات مرور أقل، أو أماكن توقف أكثر أمانًا.

فالمسار الأفضل لم يعد فقط هو الأسرع، بل هو الأكثر ملاءمة لك كسائق، وفق تحليل كامل لعادات قيادتك السابقة.

بيانات مخصصة للسلطات لتحسين البنية التحتية

ما يُميز هذا الجيل من أدوات “خرائط غوغل” أنه لا يخدم المستخدمين الأفراد فقط، بل أيضًا يُقدّم لوحة معلومات شاملة للسلطات المحلية ودوائر التخطيط العمراني. يمكن لهذه الجهات استخدام البيانات المجموعة بشكل مجهول لتحليل نقاط الازدحام الدائمة، الأماكن الأكثر تكرارًا للحوادث، أو حتى المناطق التي تتطلب إشارات مرور جديدة.

هذه البيانات تتيح لحكومات المدن اتخاذ قرارات أكثر دقة في تطوير البنية التحتية، دون الحاجة للاعتماد على الشكاوى أو دراسات ميدانية تستغرق شهورًا.

خاصية “الطرق الذكية” لرصد التغيرات الفورية

ميزة جديدة تحمل اسم “الطرق الذكية” أصبحت قيد الاستخدام في بعض المناطق التجريبية، حيث يمكن للنظام رصد التغييرات المفاجئة في الطرق، مثل إغلاق شارع بسبب حادث أو أعمال بناء مفاجئة، وتحديث الخريطة تلقائيًا في أقل من دقيقة.

هذه الخاصية تعتمد على مزيج من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مع تعاون المستخدمين الذين يُبلغون عن التغييرات بنقرة واحدة، مما يجعل الخريطة كأنها “كائن حي” يتطور لحظة بلحظة.

خرائط أكثر واقعية وتجسيمًا للمساعدة في التنقل الحضري

ولم تقتصر التحسينات على الوظائف فقط، بل شملت أيضًا المظهر البصري، حيث تم إدخال تحسينات كبيرة على “العرض المجسم” للمدن، مما يسهّل على السائقين والمشاة على حد سواء التنقل داخل المدن المعقدة.

فعلى سبيل المثال، أصبح بإمكان المستخدم رؤية شكل الجسور الحقيقية، مداخل الأنفاق، ومحطات النقل العام في شكل ثلاثي الأبعاد، يساعد في التعرف على الموقع بسهولة، خصوصًا في المدن الكبرى.

تجربة تنقل أكثر أمنًا وشمولًا

أحد أهداف “غوغل” في هذا التحديث هو جعل تجربة التنقل أكثر شمولًا، ليس فقط للسائقين، بل للمشاة، وراكبي الدراجات، وحتى وسائل النقل العامة. أصبحت الخريطة تُراعي هذه الفئات في حساباتها، وتقدم مسارات آمنة ومناسبة، مع تنبيهات بشأن مناطق الازدحام أو الطرق المغلقة.

والأهم، أن كل هذه التجربة مصممة لتقليل التوتر، وزيادة فعالية الوقت، وتحسين سلامة الجميع على الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *