ميزة غير متوقعة: أبل تضيف دعم الطوارئ عبر الأقمار الصناعية لهواتف iPhone 13

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت شركة أبل عن توسيع ميزة الطوارئ عبر الأقمار الصناعية لتشمل هواتف iPhone 13، بعد أن كانت هذه الميزة حصرية لفئة iPhone 14 وما بعدها.
هذا التحديث، الذي جاء بهدوء لكنه يحمل أثرًا كبيرًا، يعكس التزام أبل المتزايد بجعل الأمان الشخصي متاحًا لأكبر عدد ممكن من المستخدمين – دون إجبارهم على شراء أحدث طراز.
لكن، كيف تعمل هذه الميزة؟ ولماذا هي مهمة إلى هذه الدرجة؟ ولماذا الآن؟ إليك كل ما تحتاج معرفته.
ما هي ميزة الطوارئ عبر الأقمار الصناعية؟
“Emergency SOS via Satellite” هي ميزة أطلقتها أبل لأول مرة مع iPhone 14، وتُعد من أبرز الابتكارات في عالم الهواتف المحمولة.
ببساطة، تتيح هذه التقنية للمستخدمين إرسال رسائل استغاثة أو طلب مساعدة عندما يكونون خارج نطاق تغطية الشبكات الخليوية والـ Wi-Fi – مثل عند التواجد في الصحراء، أو أعالي الجبال، أو البحار المفتوحة.
تستخدم هذه الميزة أقمارًا صناعية تدور حول الأرض لربط المستخدمين بخدمات الطوارئ، حتى في أكثر الظروف القاسية، حيث لا يوجد أي اتصال تقليدي ممكن.
ما الذي تغيّر الآن؟
في السابق، قالت أبل إن هذه الميزة تتطلب عتادًا خاصًا مدمجًا في أجهزة iPhone 14 وما بعدها، لكن يبدو أن الشركة وجدت طريقة لتمكينها على أجهزة iPhone 13 وiPhone 13 Pro من خلال تحديث برمجي واستفادة من بعض المكونات المخفية التي لم تُفعل سابقًا.
ورغم أن أبل لم توضح تمامًا كيف تمكّنت من توفير الميزة على هذه الأجهزة، إلا أن بعض الخبراء رجّحوا أن هواتف iPhone 13 تحتوي على أجهزة مودم متقدمة من Qualcomm تدعم الاتصال بالأقمار الصناعية، لكنها كانت غير مفعّلة سابقًا.
كيف تعمل هذه الميزة فعليًا على iPhone 13؟
عند تفعيل ميزة الطوارئ، وإذا كنت خارج التغطية، يقوم الهاتف بتوجيهك نحو السماء بحثًا عن قمر صناعي قريب. بمجرد الاتصال، يُمكنك إرسال رسالة طوارئ مختصرة تحتوي على:
- موقعك الجغرافي.
- حالتك الصحية.
- نوع الطوارئ (حادث، إصابة، ضياع…).
- معلومات الاتصال بحالة الطوارئ المسجلة لديك.
المميز في النظام أن أبل صمّمت واجهة سهلة الاستخدام توجّه المستخدمين حرفيًا لكيفية توجيه الهاتف صوب القمر الصناعي عبر رسومات مباشرة على الشاشة.
هل ستحتاج إلى اشتراك؟
حتى وقت كتابة هذا المقال، توفّر أبل هذه الخدمة مجانًا لمدة سنتين لكل من يمتلك جهاز iPhone مدعوم.
بالنسبة لمستخدمي iPhone 13 الذين يحصلون الآن على الميزة، يبدو أنهم سيحصلون أيضًا على فترة تجريبية مجانية لمدة سنتين من تاريخ التفعيل.
لاحقًا، من المتوقع أن تطلق أبل خطط اشتراك سنوية أو شهرية، ولكن بأسعار معقولة، خصوصًا مع اتساع قاعدة المستخدمين حول العالم.
ما فائدة هذه الميزة فعلًا؟
قد لا يشعر بها سكان المدن، لكن هذه الميزة تُعد منقذة حياة في كثير من الحالات مثل:
- الضياع أثناء رحلات التخييم أو السفاري.
- الحوادث في المناطق النائية بدون تغطية.
- الأعطال المفاجئة للسيارات في طرق صحراوية أو جبلية.
- الكوارث الطبيعية التي تعطل شبكات الاتصال التقليدية.
أبل تقول إن الميزة ساعدت بالفعل في إنقاذ مئات الأشخاص حول العالم، من بينهم راكب دراجة نارية سقط في وادٍ عميق في ألاسكا، ومتسلقة علقت في جبل معزول في كندا.
لماذا اختارت أبل تمكين iPhone 13 الآن؟
هذه الخطوة تحمل عدة دلالات:
- نُضج التقنية: يبدو أن أبل تأكدت من أن النظام مستقر بدرجة تسمح بتوسيع الدعم.
- التفوق التنافسي: بعد أن بدأت بعض الشركات (مثل هواوي) اختبار خدمات الأقمار الصناعية، أرادت أبل ترسيخ ريادتها.
- دعم العملاء: هذه الميزة تفتح صفحة جديدة من دعم المستخدمين القدامى، خاصة أن iPhone 13 ما زال يُباع بكثافة.
- خطط مستقبلية: قد تمهد هذه الخطوة لإطلاق خدمات مدفوعة عالمية تعتمد على الاتصال الفضائي.
متى وأين تتوفر؟
الميزة ستصل تدريجيًا لمستخدمي iPhone 13 عبر تحديث iOS القادم، على الأرجح iOS 18 أو تحديث منتصف iOS 17، وتتوفر في الدول التالية حاليًا:
- الولايات المتحدة
- كندا
- المملكة المتحدة
- ألمانيا
- فرنسا
- أستراليا
- اليابان
وقد يتم توسيع التوفر لدول أخرى في المستقبل، خاصة دول الخليج التي بدأت تبدي اهتمامًا كبيرًا بخدمات الطوارئ الفضائية.
أبل تؤسس للبنية التحتية للجيل القادم من الاتصالات
ربما تكون هذه الخطوة مجرد بداية. تشير براءات الاختراع والتقارير إلى أن أبل تعمل على مشروع ضخم لتوفير اتصال إنترنت محدود عبر الأقمار الصناعية مباشرة على أجهزة iPhone وiPad، دون الحاجة إلى شركات اتصالات تقليدية.
وفي هذا السياق، فإن تمكين ميزة الطوارئ على iPhone 13 يُعد تمهيدًا لمستقبل تُصبح فيه أجهزتنا متصلة دائمًا، في أي مكان، دون الاعتماد على تغطية الأبراج الأرضية.
خلاصة: خطوة صغيرة… لكن بتأثير كبير
ربما لم تتوقع أن يحصل iPhone 13 على دعم الاتصال بالأقمار الصناعية، لكن هذه المفاجأة تؤكد أن أبل بدأت تنظر إلى الهواتف ليس كأدوات ترفيه واتصال فقط، بل كأجهزة قد تُنقذ حياة.
تمكين هذه الميزة على أجهزة “جيل سابق” يدلّ على أن أبل تفهم أهمية الأمان، وتعرف أن الثقة لا تُبنى فقط بالإعلانات، بل بالأفعال التي تُحدث فرقًا حقيقيًا.
وإذا استمرت بهذا النهج، فقد نرى مستقبلًا لا تكون فيه الهواتف ذكية فقط… بل شبه خارقة.




